صيدا البحرية ـ نداء الوطن,محمد دهشة
لا تهدأ عملية تركيب الواح الطاقة الشمسية في صيدا فوق أسطح المباني وحتى على الشرفات تفادياً للاكتواء بنار فواتير اشتراك المولدات الخاصة المرتفعة، بينما على الارض يجري وضع خزانات مياه جديدة واضافية من اجل تعبئتها، قبل سحبها بمضخات فردية الى الخزانات العلوية، والناس يشكون ويركضون للحصول على أبسط حقوقهم في قبض الرواتب والعيش بكرامة. مشاهد قليلة تتنقل بين احياء المدينة، لكنها تختصر حياة الصيداوي في يومياته في ظل الازمات الخانقة وتلاحقها الواحدة تلوى الاخرى، تضاف اليها ازمة الخبز التي بدأت تلوح في الافق نتيجة نفاد وشح كميات الطحين، وتفاعل قضية عمال معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق الذين اعلنوا الاضراب للمطالبة بدفع رواتبهم بانتظام وزيادتها لتتناسب مع نسبة الغلاء واكلاف المعيشة، على وقع تراكم النفايات في الشوارع في مشهد مقزز، تفوح منها الروائح الكريهة وتنتشر الحشرات والقوارض مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة صيفاً.
وفي محاولة لرفع الصوت الاعتراضي على التدهور السريع ومطالبة المسؤولين بالقيام بواجباتهم، نزل بعض الناشطين في مجموعات حراك صيدا الى الشارع، ولكنه كان حراكاً خجولاً ودون المتوقع، حيث تجمع العشرات عند ساحة النجمة وسط المدينة واقفلوا الطريق بأجسادهم لبعض الوقت، قبل ان ينتقلوا الى الشارع المجاور – حسام الدين الحريري ويقطعوا الطريق بأغصان الاشجار المشتعلة وبحاويات النفايات التي تراكمت في الاحياء، نتيجة اضراب العمال في معمل سينيق. وأكدت الناشطة في الحراك ميادة حشيشو لـ»نداء الوطن» ان التحرك «جاء للتعبير عن وجعنا، لم نعد نحتمل أكثر تداعيات الازمات الحياتية والخدماتية، لا كهرباء، لا مياه، لا إشتراك بسبب الفواتير الغالية، لا خبز حتى، ماذا بقي للعائلات الفقيرة والمستورة والمتعففة كي تعيش؟ نزلنا الى الشارع لندعو ابناء المدينة للتحرك والمطالبة بحقوقهم والدفاع عن كرامتهم وعدم الاكتفاء بالتعبير عن الغضب على الفايسبوك ومجموعات التواصل الاجتماعي، والمطلوب تحركات احتجاجية جدية لردع المسؤولين في هذه الدولة الفاسدة من السير بنا نحو الاسوأ، ونخشى ان يأتي علينا يوم لاحقاً نترحم فيه على هذه الايام العصيبة لاننا مقبلون على المجهول المخيف».
والمجهول ذاته، عبّر عنه الناشط سهيل الصوص، رافعاً لافتة تعبر عن وجع الناس مع الغاز والبنزين، بالقول: «نخشى ان نصل الى يوم لا يستطيع فيه الاب اعطاء ابنه الطالب مصروفه اليومي او اجرة التاكسي الى المدرسة لتلقي العلم، المشهد قاتم ويجب مواصلة التحركات الاحتجاجية لتحقيق ما نريده اليوم قبل الغد».
مطالب العمال
وفي محاولة للحصول على حقوقهم، بدأ عمال المعمل تحركات نحو القوى السياسية، فزاروا النائب الدكتور اسامة سعد لشرح معاناتهم مع الادارة من تسويف ومماطلة حيث شكا بعضهم من صعوبة العمل وسط اكوام النفايات والمخاطر الصحية والبيئية وغياب الاجراءات الوقائية، وقد اصيب بعضهم فيما نجا بعضهم الآخر من اصابات محتملة.
وتابعت العمة بهية الحريري القضية، فاتصلت بمدير شركة IBC المشغلة للمعمل أحمد السيد وأكدت على ضرورة تسريع صرف رواتب العمال والموظفين وزيادتها في ظل الأزمة الاقتصادية، وتبلغت لاحقاً من السيد أنه سيتم صرف الرواتب لعمال وموظفي المعمل بدءاً من الجمعة.
أزمة رغيف
ومع المحاولات، بدأت تلوح في الافق ازمة الخبز، بعدما توقفت بعض الافران عن العمل نتيجة نفاد الطحين، فيما حرصت أخرى على اعداد كميات محدودة وبيع ربطة واحدة لكل زبون، وسط انتظار في صفوف خارج ابوابها، بينما اعلنت ثالثة عزمها عن التوقف عن العمل اليوم اذا لم تتوفر المادة. وناشد رئيس نقابة أصحاب الأفران في صيدا والجنوب زكريا العربي القدسي وزير الإقتصاد ونواب وفاعليات صيدا السعي لزيادة الكميات المخصصة للمدينة وضواحيها من الطحين المدعوم، متسائلاً: «هل يعقل أن لا تتعدى كميات الطحين المدعوم التي ترسل الى الأفران في منطقة واسعة مثل صيدا وضواحيها بما تضم من كثافة سكانية ومؤسسات ومرافق ما يعادل التسعة أطنان تقريباً؟ علماً أنها بحاجة الى حوالى 25 طناً يومياً لأن عدم تأمين هذه الحاجة من الطحين، يجعلنا على أبواب أزمة رغيف جديدة في المدينة، وبالتالي لن تتمكن الأفران من الإستمرار بهذا الوضع».
وقال علي المصري لـ»نداء الوطن» وهو ينتطر دوره وسط طابور: «لقد بات همنا اليومي تأمين ربطة خبز واحدة، شوفوا لوين وصلنا؟ الى الحضيض. بئس الدولة التي لا تحترم مواطنيها ولا تؤمن لهم العيش الكريم».
لا تهدأ عملية تركيب الواح الطاقة الشمسية في صيدا فوق أسطح المباني وحتى على الشرفات تفادياً للاكتواء بنار فواتير اشتراك المولدات الخاصة المرتفعة، بينما على الارض يجري وضع خزانات مياه جديدة واضافية من اجل تعبئتها، قبل سحبها بمضخات فردية الى الخزانات العلوية، والناس يشكون ويركضون للحصول على أبسط حقوقهم في قبض الرواتب والعيش بكرامة. مشاهد قليلة تتنقل بين احياء المدينة، لكنها تختصر حياة الصيداوي في يومياته في ظل الازمات الخانقة وتلاحقها الواحدة تلوى الاخرى، تضاف اليها ازمة الخبز التي بدأت تلوح في الافق نتيجة نفاد وشح كميات الطحين، وتفاعل قضية عمال معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق الذين اعلنوا الاضراب للمطالبة بدفع رواتبهم بانتظام وزيادتها لتتناسب مع نسبة الغلاء واكلاف المعيشة، على وقع تراكم النفايات في الشوارع في مشهد مقزز، تفوح منها الروائح الكريهة وتنتشر الحشرات والقوارض مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة صيفاً.
وفي محاولة لرفع الصوت الاعتراضي على التدهور السريع ومطالبة المسؤولين بالقيام بواجباتهم، نزل بعض الناشطين في مجموعات حراك صيدا الى الشارع، ولكنه كان حراكاً خجولاً ودون المتوقع، حيث تجمع العشرات عند ساحة النجمة وسط المدينة واقفلوا الطريق بأجسادهم لبعض الوقت، قبل ان ينتقلوا الى الشارع المجاور – حسام الدين الحريري ويقطعوا الطريق بأغصان الاشجار المشتعلة وبحاويات النفايات التي تراكمت في الاحياء، نتيجة اضراب العمال في معمل سينيق. وأكدت الناشطة في الحراك ميادة حشيشو لـ»نداء الوطن» ان التحرك «جاء للتعبير عن وجعنا، لم نعد نحتمل أكثر تداعيات الازمات الحياتية والخدماتية، لا كهرباء، لا مياه، لا إشتراك بسبب الفواتير الغالية، لا خبز حتى، ماذا بقي للعائلات الفقيرة والمستورة والمتعففة كي تعيش؟ نزلنا الى الشارع لندعو ابناء المدينة للتحرك والمطالبة بحقوقهم والدفاع عن كرامتهم وعدم الاكتفاء بالتعبير عن الغضب على الفايسبوك ومجموعات التواصل الاجتماعي، والمطلوب تحركات احتجاجية جدية لردع المسؤولين في هذه الدولة الفاسدة من السير بنا نحو الاسوأ، ونخشى ان يأتي علينا يوم لاحقاً نترحم فيه على هذه الايام العصيبة لاننا مقبلون على المجهول المخيف».
والمجهول ذاته، عبّر عنه الناشط سهيل الصوص، رافعاً لافتة تعبر عن وجع الناس مع الغاز والبنزين، بالقول: «نخشى ان نصل الى يوم لا يستطيع فيه الاب اعطاء ابنه الطالب مصروفه اليومي او اجرة التاكسي الى المدرسة لتلقي العلم، المشهد قاتم ويجب مواصلة التحركات الاحتجاجية لتحقيق ما نريده اليوم قبل الغد».
مطالب العمال
وفي محاولة للحصول على حقوقهم، بدأ عمال المعمل تحركات نحو القوى السياسية، فزاروا النائب الدكتور اسامة سعد لشرح معاناتهم مع الادارة من تسويف ومماطلة حيث شكا بعضهم من صعوبة العمل وسط اكوام النفايات والمخاطر الصحية والبيئية وغياب الاجراءات الوقائية، وقد اصيب بعضهم فيما نجا بعضهم الآخر من اصابات محتملة.
وتابعت العمة بهية الحريري القضية، فاتصلت بمدير شركة IBC المشغلة للمعمل أحمد السيد وأكدت على ضرورة تسريع صرف رواتب العمال والموظفين وزيادتها في ظل الأزمة الاقتصادية، وتبلغت لاحقاً من السيد أنه سيتم صرف الرواتب لعمال وموظفي المعمل بدءاً من الجمعة.
أزمة رغيف
ومع المحاولات، بدأت تلوح في الافق ازمة الخبز، بعدما توقفت بعض الافران عن العمل نتيجة نفاد الطحين، فيما حرصت أخرى على اعداد كميات محدودة وبيع ربطة واحدة لكل زبون، وسط انتظار في صفوف خارج ابوابها، بينما اعلنت ثالثة عزمها عن التوقف عن العمل اليوم اذا لم تتوفر المادة. وناشد رئيس نقابة أصحاب الأفران في صيدا والجنوب زكريا العربي القدسي وزير الإقتصاد ونواب وفاعليات صيدا السعي لزيادة الكميات المخصصة للمدينة وضواحيها من الطحين المدعوم، متسائلاً: «هل يعقل أن لا تتعدى كميات الطحين المدعوم التي ترسل الى الأفران في منطقة واسعة مثل صيدا وضواحيها بما تضم من كثافة سكانية ومؤسسات ومرافق ما يعادل التسعة أطنان تقريباً؟ علماً أنها بحاجة الى حوالى 25 طناً يومياً لأن عدم تأمين هذه الحاجة من الطحين، يجعلنا على أبواب أزمة رغيف جديدة في المدينة، وبالتالي لن تتمكن الأفران من الإستمرار بهذا الوضع».
وقال علي المصري لـ»نداء الوطن» وهو ينتطر دوره وسط طابور: «لقد بات همنا اليومي تأمين ربطة خبز واحدة، شوفوا لوين وصلنا؟ الى الحضيض. بئس الدولة التي لا تحترم مواطنيها ولا تؤمن لهم العيش الكريم».
No comments:
Post a Comment