بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..
حجم الدمار والخراب والاضرار، لا يمكن وصفه في القرى التي استهدفها ولا يزال يتم استهدافها من قبل العدو الصهيوني..!!
والخوف من ان يتم الحاق القرى الجنوبية الحدودية المدمرة بمشروع التهجير الذي اطلقه ترامب لسكان قطاع غزة..!!
المعاناة التي يعيشها اهلنا من اللبنانيين، لا يمكن شرحها او حتى التفكير في نتائجها وتداعياتها النفسية على الاطفال والنساء، وما يتعرض له كبار السن من الشيوخ والنساء من مشاكل صحية ومتاعب مادية..
الاطفال دون مدارس منذ اكثر من سنة ونصف، والتعليم عن بعد او كيفما كان في اماكن التهجير والنزوح، لا يمكن ان تكون بديلاً عن التعليم بشكلٍ منهجي وصحيح في مدارسهم الرسمية او حتى الخاصة..
تأمين بدل مساعدات او بعض الاموال لاستئجار منازل وتأثيثها ضمن الممكن، لا يمكن ان يشكل بديلاً.. للبيت آلامن والمستقر، الذي يؤمن الدفء من البرد والملجأ من الحر..؟؟
الدمار الذي اصاب مواطنينا لم يستهدف بيئة محددة، او جمهور بعينه، بل استهدف لبنان برمته، لان حالنا واحد ومعاناة اي فريق تستهدفنا جميعاً وقرى الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، تضم مكونات لبنانية من كافة الاطياف.. يجمعهم الولاء للوطن والالتفات الى الرعاية الرسمية الحقيقية..
بناءً على هذا الواقع والمعاناة والالم الذي نعيشه ونشهده ونلمسه بشكلٍ يومي، يتساءل المواطن اللبناني وخاصة المتضرر منهم ان لم نقل المنكوب..؟؟؟
اين الاخ الاكبر، (نبيه بري) من القيام بزيارة تفقدية للقرى والبلدات المتضررة، وخاصةً الضاحية الجنوبية، التي شهدت اعنف قصف وتدمير..
لماذا لا يزور النازحين في اماكن نزوحهم، والاطلاع على احوالهم، والاستماع الى شكواهم وحاجاتهم مباشرة، ودون وسيط..؟؟؟
ولماذا لا يرافقه قيادات حزب الله، التي اتخذت القرار في الثامن من اوكتوبر، 2023، باطلاق حرب الاسناد والمشاغلة..؟؟
هل يملك قادة الثنائي المتحكم بمصير الجنوب والبقاع والضاحية وبالتالي مصير لبنان، الجرأة على الاعلان عن حجم الخسائر البشرية التي قدمها الوطن في هذه الحرب من ضحايا وجرحى ومفقودين..؟؟
وهل من المناسب اطلاق مناوشات مسلحة في شمال البقاع مع السلطة الجديدة في سوريا بعد سقوط الطاغية بشار الاسد..؟؟
هل يرغب قادة الثنائي، في تهجير قرى البقاع ايضاً..؟؟ والى اين..؟؟
الآ يقرا قادة الثنائي المتغيرات الدولية والاقليمية..؟؟ كيف ان سوريا الجديدة بدات تتعافى والزيارات الدولية والاقليمية تتوالى والمساعدات تتدفق وتحسن سعر صرف العملة السورية، واطلاق ورشة الاعمار تكاد تنطلق..
اين نحن في لبنان اليوم..؟؟
لا زال الاخ الاكبر، يتصرف وكأن الرعاية الاقليمية لشخصه ودوره مستمره، كما كانت في عهد آل الاسد الذين ذهبوا الى غير رجعة..؟؟
تعطيل الانتخابات الرئاسية، لسنوات، ومنع تشكيل الحكومات لأشهر، وتسمية الوزراء والحقائب واستبدال هذا بذاك، دون مراعاة الكفاءة والشفافية ونظافة الكف.. والخبرة وحسن الاداء..؟؟ مرحلة انتهت ولا يمكن ان تعود..؟؟
التعطيل المتعمد والمتكرر، يؤخر اعادة اطلاق ورشة الاعمار التي يحتاجها المواطن اللبناني..
واذا كان الاخ الاكبر وحليفه حزب الله، يعتبران انفسهما معنيان بل ومسؤولان عن ابناء الطائفة الشيعية ويحتكرن تمثيلها وحماية مصالحها.. فهما يعلمان بوضوح ان التلاعب باستقرار عمل المؤسسات الدسستورية وتأخير تشكيل الحكومة، سوف يؤخر اطلاق ورشة الاعمار والتعويضات واعادة بناء الاقتصاد اللبناني وهيكلة الدين العام وفتح المصارف وحماية اموال المودعين.. وتسوية العلاقات مع المجتمع العربي والدولي..وحماية لبنان من عدوان اسرائيلي جديد..؟؟؟
الخلاصة..
إن الاخ الاكبر، من خلال موقعه على راس المجلس النيابي هو في موقع وطني يمثل كل الوطن، وليس طائفة او مذهب، ولكن كما يبدو انه يريد التحكم بالوطن ومصيره ومستقبله واستقراره من خلال احتكار تمثيله للطائفة..؟؟ اي انه يلعب دورا عكسياً ومعكوساً الى جانب حليفه حزب الله..
إن عدم قيام قيادات الثنائي الاساسية وخاصة بري بزيارة تفقدية ميدانية للقرى والبلدات والاحياء المدمرة والاطلاع مباشرةً على حجم الاضرار والخسائر، يدل على خوف هذه القيادات من مواجهة جمهورها مباشرة، وتقديم التبريرات المقنعة بتعطيل عمل المؤسسات وتأخير اعادة الاعمار..وتجاهل المعاناة بل الاستثمار فيها سياسياً.. ومالياً كما يبدو..؟؟
من غير المقبول التلاعب بالمفردات والمصطلحات وتوريط اللبنانيين وخاصة بيئة الثنائي في صراعات مسلحة، تارة باسم الاهالي مع القوات الدولية، في جنوب لبنان، وبالامس فتح جبهة مواجهة مسلحة مع الادارة السورية الجديدة على الحدود الشرقية شمال البقاع باسم العشائر..؟؟
الرعاية الاقليمية للثنائي، والتجاهل العربي والدولي للواقع اللبناني، قد انتهت ويجب تصويب القراءة والتعاطي بموضوعية مع المستجدات الاقليمية والدولية..
لا يمكن الاستمرار في استخدام المصطلحات التي سبقت هذه الحرب المدمرة والتي لم تنته بعد، وخلال عهد ديكتاتورية الاسد..
المطلوب التراجع خطوة الى الوراء والنظر الى مصلحة الشعب اللبناني بكافة مكوناته وعلى راسها البيئة والمجتمع الذي دفع ثمناً باهظاً لهذه الحرب من ابنائه وشبابه، وممتلكاته وان نسعى لاعادة الحياة الى القرى والبلدات التي تم تدميرها في الجنوب والبقاع والضاحية...
No comments:
Post a Comment