Sunday, December 29, 2024

*الجماعة الإسلامية والصحف المأجورة*...


موقع صيدا البحريّة

بمناسبةٍ وبدون مناسبة تطالعنا في الفترة الأخيرة الكثيرُ من وسائل الإعلام مدفوعة الأجر معروفة التوجه متبوعة القرار بتشويه صورة الجماعة الإسلامية، إذ تحاول عبثاً حشر الجماعة في أحد محورين لطالما أكدت أنها ليست جزءاً من أحدهما، كما خرجت التصريحات المتواترة من قيادات الجماعة والتي أكدت مراراً وتكراراً أنها ليست جزءاً من محاور، ومن أراد أن  يحشرها في ضيق المحاور فإنه سيجدها تخرج له من أفق الثوابت وسَعةِ المبادئ .
لقد ضاق الإعلامُ المأجورُ ذرعاً برواجِ الحركة الإسلامية وصعودِها السياسي، والتي استطاعت على عكسِ أبناء المحاور أن تنجح بالجمع بين القضايا المحقَّة والمظلوميات المتباعدة، حيث وقفت مع مظلومية فلسطين وساندتها بكل قدرتها كما فعلت في سوريا على مدى أكثر من عقد، فلا كانت مقاومُتها تابعةً ولا كانت سيادتُها مُتأَمرِكةً، وربما يُعذرُ أصحاب الأقلامِ المأجورةِ بجهلهِم لأنَّ من كانَ تابعاً لمحورٍ لا يستطيعُ أن يدركَ صنيعَ الأحرار حيث لا انتماء إلا للأمةِ ولاءً، وحيث التصدي لأعدائها براءً، وعدم التبعيةِ للمحاورِ مبدءاً .
عزيزي الكاتب أياً كانت صحيفتُك التي تكتبُ فيها  فاعلم أنَّ كلَّ الصحفِ المأجورة عند الأحرارِ سواء، إذ لا فرق بين أن تكون تابعاً لصحيفة أو لأخرى طالما أنهما في الأجر سواء، كما أنه لا فرق بين من يعبد اللات أو يعبد العزى فكلاهما في الوزر سواء .
أما مشغِّلِيكم فإنهم سيدفعون لكم كما دفعوا الكثير لأزلام طاغية الشام وإعلامه كي يخرجوه من محورٍ باغٍ إلى محورٍ معادٍ ولكنهم أرادوا شيئاً وأراد الله شيئاً آخرَ حيث سقطت كلُّ المحاور وبقيت الشامُ بلا طاغيةٍ يقمع ولا محاورَ تشفع ولا أموال تَمنع ولا زبانية تُخضِع، بقيت الشامُ كما أرداها الله طاهرة مباركةً منعتقةً من كلِّ ولاءٍ إلا لله ولرسوله وللمؤمنين، وكذلك ستبقى الجماعة الإسلامية عصيةً على فتنةِ أقلامِكم شوكةً في حلقِ مشغلِّيكم غيرَ تابعةٍ لمحور وغير آبهةٍ بآخر، متماسكة من داخلها وفيةً لمبادئها ووطنِها ودينِها .
وكي لا تفرحوا كثيراً لا تنسوا أن الذي انتصر في سوريا هو الحركة الإسلامية التي دعمتها الجماعة كما كل الإسلاميين في كلِّ لبنان، وقدمت من أجل ذلك سجناء وتضحيات جسام وليس لها منةٌ فهي إنما قامت بواجبِها تجاه المظلومية السورية عندما كانت أقلامكم تشيطن ثورتها وزبانيتُكم تنكِّل بأنصارِها، كما قامت بواجبِها تجاهَ المظلوميةِ الفلسطينيةِ التي لم تقدِّموا لها إلا انتقاداتٍ لدماء شهدائها وتشويهاً لتضحياتِ مجاهديها وطعناً بسياسةِ قادتِها تجاه ظروفهم وضروراتهم، وأما لمشغِّلِيكم نقول أنَّ الجميعُ يعلمُ أنَّكم سقطتم بسقوط الطاغية فخسرتُم التطبيعَ تلو التطبيع، طوفاناً بعد طوفان، لأنكم ارتضيتم أن تظلوا تبعاً لمحاور العدوان الذي لم ولن يقيكم رياح التغيير ولا صيف الإنكشافات، فإنتظروا ربيعَ الطوفان القادم بعد شتاء قارصٍ من التضحيات المجبولة بدم الشهداء لا بأقلام التبعية العمياء .
 إن زمن مخاطبة الجماهير بالفسق السياسي والتهجم الإعلاميِّ والافتراء اللاأخلاقي على الحركة الإسلامية مرةً تصريحاً ومرةً تلميحاً، وفي كل المراتِ كذباً وبهتاناً وتزويراً كما هي عادة أتباع المحاور، كلُّ هذا لم يعد يجدي نفعاً لصناعة ثوراتٍ مضادةٍ في زمن عولمة المعلومة ووعي الجماهير وخروجها تدريجياً وبشكل متصاعدٍ من ربقةِ التبعيةِ لمحورٍ غربي صهيوني أو لمحورِ استبدادٍ قومي طائفي، فالشعوب جميعُها باتت تعلم أنَّ من يقوم بالإبادة الصهيونية ومن قام بالإبادة الاستبدادية وجهان لتطبيعٍ واحد مع نفس الجهات التي تنفق على هذه الصحف المفلسة ومهما أنفقوا عليها { فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ }
.
كتبه ... 🖊️  ....
محبٌّ للجماعة ...

٢٩ - ١٢ - ٢٠٢٤ 

No comments:

Post a Comment