WWW.SaidaSea.blogspot.Com
محمد دهشة المنازل في حي التعمير في بلدة مغدوشة
وقت الشدّة والضّيق، تأخذ المبادرات الجماعية والفردية أو العائلية أبعاداً إنسانية وتبلسم أوجاع الناس وتلبّي أحلامهم. فبعد عقود من الزمن، تسدل بلدية مغدوشة وعائلة يونان الستارة على خاتمة سعيدة لعشرات المنازل التي بُنيت عقب الزلزال الشهير الذي ضرب لبنان في العام 1956، في منطقة العريض المعروفة بـ"التعمير" والموجودة على أطراف البلدة، بعدما تكفّل رئيس البلدية رئيف جورج يونان وشقيقه وسيم، بدفع كامل رسوم سندات التمليك والتسجيل لتصبح جاهزة لتسليمها إلى أصحابها.
حكاية هذه المنازل التي لم ترخّص سابقاً، بدأت عقب الزالزال، وكان مركزه الشوف وتحديداً عند الروافد السفلية لنهر بسري، وقد أسفر عن وقوع 122 ضحية في 33 بلدة، وأرسلت وزارة الداخلية مفارز من المهندسين لتكشف على الأبنية المتداعية والواجب إخلاؤها، قبل أن تنشئ الدولة اللبنانية ما عُرف حينها بمصلحة للتعمير للمباشرة بإعادة الإعمار.
بلدة مغدوشة، كما صيدا، استفاق سكّانها على فاجعة الزلزال، بعدما هُدمت وتضرّرت وتصدّعت عشرات المنازل فيها، فتوجّهوا إلى منطقة العريض التي تعتبر منطقة واسعة وكبيرة ومشاعاً للدولة وبنوا عليها منازل تأويهم من العراء، بعدما سمحت الدولة لهم، في إطار خطة إيواء المتضرّرين، قبل أن يتم إلغاء "المصلحة" ويبقى الحال على واقعه.
وعلى مدى عقود مديدة، شكّل موضوع قَوننة وضعية هذه المنازل السكنية وإستصدار صكوك ملكيتهم لها حلماً راود أصحابها، إلى أن قرّر رئيس البلدية رئيف وشقيقه وسيم يونان تحقيقه ليصبح حقيقة، فباشرا بإجراء مسح شامل، ووضع جدول بعدد المنازل وأسماء قاطنيها وصولاً إلى فرز العقار لاصدار السندات، وظهرت عقبة إدارية إذ تبيّن أنّ البلدية التي تملك هذه الأرض لا يمكنها بيع عقاراتها، وإنها تحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء.
كما تكفّلا بدفع كامل رسوم الفرز والتسجيل والنقل إلى أن انجزت سندات التمليك لـ38 عائلة عبر المؤسسة العامة للإسكان، وستُسلم إلى أصحابها في إحتفال دعا اليه الرئيس يونان وأعضاء المجلس البلدي تحت شعار "وعدنا ووفينا - بعدما أصبح الحلم الذي توارثه أبناء بلدة مغدوشة حقيقة"، ".
No comments:
Post a Comment